مَرَاحِلُ
تَطَوِّرِ مَفْهُومِ الجَوْدَةِ:
إِنَّ المُتَتَبِّعَ لِمَرَاحِلِ تَطَوِّرِ
مَفْهُومِ الجَوْدَةِ يَرَى أَنَّهُ قَدْ مَرَّ بِسَبْعِ مَرَاحِلٍ رَئِيْسةٍ هِيَ
:
1- مَرْحَلَةُ مَا
قَبْلَ الثَّورَةِ الصِّنَاعِيَّةِ :
مَرْحَلَةُ ضَبْطِ جَوْدَةِ العَامِلِ
المُنَفْذِ لِلْجَوْدَةِ، وَتَتَلَخْصُ بِأَنَّ عَامِلاً أَوْ مَجْمُوْعَةً مِنَ
العُمَّالِ مَسْؤُولُونَ عَنْ تَصْنِيْعِ المُنْتَجِ بِالكِامِلِ بِوِحْدَاتٍ
تَصْنِيْعِيَّـةٍ صَغِيْـرَةٍ، وَفِي هَذِهِ المَرْحَلَةِ كَانَ الإِحْسِاسُ
بِالإِنْجَازِ وَالفَخْرِ مَوْجُوْدَاً عِنْدَ العَامِل الَّذِي يَخْلُقُ
حَافِزَاً لِلْعَمَلِ لَدَيهِ.
2-مَرْحَلَةُ مَا
بَعْدَ الثَّوْرَةِ الصِّنَاعِيَّةِ :
ضَبْطُ رَئِيْسُ العُمَّالِ لِلْجَوْدَةِ مِنْ
بِدَايَةِ القَرْنِ العِشْرِينَ حَتَّى أَوَاخِرِ العَقْدِ الثَّانِي مِنْهُ
نَتِيْجَة لِتَوَسِّعِ المَصَانِعِ وَالتَّخَصُّصِ فِي العَمَلِ وَظُهُورِ
الصِّنَاعَاتِ الحَدِيْثَةِ وَتَوْسِّعِهَا فَقَدْ أَدَّى إِلَى أَنْ يَتَوَزَّعَ
العَمَلُ عَلَى أَكْثَر مِنْ عَامِلٍ، وَتَطَلَّبَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ يُكَلَّفَ
رَئِيْسُ عُمَّالٍ بِمَسْؤُولِيَّة الجَوْدَةِ فِي الإِنْتَاجِ .
3-مَرْحَلَة
الإِدَارَة العِلْمية:
مَرْحَلَةُ ضَبْطِ الجَوْدَةِ والتَّفْتِيْشِ
ظَهَرَتْ مَطْلَعَ القَرْنِ العِشْرِيْنَ بِرِيِادِةِ فريـدريك ونسلو تايلورإِذْ تَمَّ فِيهَا بِالوَقْتِ وَالحَرَكَةِ، وَسُبُلِ تَخْفِيْضِ تَكْلُفَةِ
الإِنْتَاجِ مِنْ طَرِيْقِ الحَدِّ مِنْ الهَدْرِ وَالضَّيَاعِ
وَقَدْ دَفَعَتِ الحَرْبُ العَالَمِيَّةُ
الأَوَّلى 1914م بظِلِّالِهَا عَلَى الصِّنَاعَةِ فَتَعَدَّدَتْ أَنْظِمَتُهَا،
وَتَنُوَعَتْ أَسَالِيْبُ الإِنْتَاجِ وَأَصْبَحَ رَئِيْسُ العُمَّالِ مَسْؤُولاً
عَنْ أَعْدَادٍ كَبِيْرَةٍ مِنَ العُمَّالِ، فَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى ظُهُورِ
المُفَتِّشِ، وَتَطَلَّبَ ذَلِكَ تَكْلِيفَ مُفَتِّشِيْنَ فِي وِرَشِ الإِنْتَاجِ
مُتَخَصِّصِينَ لإِنْجَازِ مَهَمَّةِ التَّفْتِيْشِ وَقَدْ وُضِعَتْ مُوَاصَفَاتٌ
قَاسِيَةٌ فِي التَّصْنِيْعِ وّأُجْرِيَتْ عَمَلِيَّاتُ تَفْتِيْشٍ صَارِمَةٍ
سُمِّيَتْ بِالرِّقَابَةِ البُولَيْسَيَّةِ (police control)
4-مَرْحَلَةُ ضَبْطِ
الجَوْدَةِ إحْصَائِيَّاً :
إِنَّ زِيَادَةَ
الإِنْتَاجِ بِشَكْلٍ كَبِيْرٍ زَادَ مِنْ تَعْقِيْدِ التَّفْتِيْشِ الكُلِّيِّ
بِنِسْبَةِ 100 % مِمَّا أَدَّى إِلَى
ضَرُوْرَةِ اتباع أُسْلُوْب فَحْص العينات(Sampling Inspection) مَعَ الاعْتِمَادِ عَلَى
لَوْحَاتِ الضَبْطِ(Control Chart)، وَيُعَدُّ العَالِمُ
ولترسيورات (Walter Shewart) مِنْ مُؤَسِّسِي نَظَرِيَّةِ
ضَبْطِ الجَوْدَةِ الإِحْصَائِيَّةِ، وَمُطُوِّرِيهَا، إِنَّ نَمَطِيَّةِ المُنْتَجِ
وِفْقِ قِيَاسَاتٍ مُوَحْدَةٍ، مَكَّنَتْ مِنْ اْسْتِعْمَالِ الأسَالِيْبِ،
وِالأَدَوَاتِ الإِحْصَائِيَّةِ فِي مَجَالِ الرِّقَابَة، وَقَدْ صَمَّمَ هارولد دودج (Harold
(Dodge، وَزُمَلَاؤُهُ أُسْلُوْبَاً إِحْصَائِيَّاً لِفَحْصِ عَيِّنَاتٍ مِنْ
الإِنْتَاجِ بَدَلَاً مِنْ فَحْصِهِ كُلِّـهِ، وَلَمَ يَعُـدُ فَحْصُ العَيَّنَةِ
مُؤَشِّرَاً مَقْبُوْلَاً فِي عَقْدِ الثَّمَـانِيْنِيَّاتِ، وَأَبْرَزُ مَنْ
اسْتَعْمَلَ الرِّقَابَة الإِحْصَائِيَّةَ عَلَى الجَوْدَة العَالِمُ (Edward Deming) إدوارد دِيْمِنْج
5-مَرْحَلَة ضَمَانِ الجَوْدَةِ :
نَتِيْجَة
لِمَا حَقَّقَهُ اليَابَانِيُّونَ مِنْ إِيجَابِيَّاتٍ مَلْمُوْسَةٍ
بِتَطْبِيْقِهِمُ فِكْرِةِ حَلَقَاتِ الجَوْدَةِ (Quality Circle)، الَّتِي حَقَّقُوْا مِنْ طَرِيْقِ الإِنْتَاجِ
الخَالِي مِنْ العُيُوبِ، وَهَذَا يَتَطَلَّبُ رِقَابَةً شَامِلَةً عَلَى
العَمَلِّيَاتِ كَافَّةٍ، وَجُهُودَاً مُشْتَرَكَةً مِنْ الإِدَارَة المَعْنِيَةِ
كَافَّةٍ بِتَنْفِيْذِ مَرَاحِلِ العَمَلِ وَقَدْ اُعْتُمِدَتْ ثَلَاثَةُ
أَنْوَاعٍ مِنْ الرِّقَابَةِ (الوِقَائِيَّةِ، المَرْحَلِيَّةِ، البَعْدِيَّةِ)
(هلال،2002 :2) .
6-مَرْحَلَةُ
إِدَارَة الجَوْدَةِ الاسْتِرَاتِيجِيَّة
دَخَلَتِ
التِّجَارَةُ العَالَمِيَّةُ فِي حَالَةِ مُنَافَسَةٍ شَدَيْدَةٍ بَيْنَ
الشَّرِكَاتِ لِكَسْبِ حِصَصٍ أَكْبَرَ مِنْ السُوْقِ، وَلَاسِيَّمَا الشَّرِكَاتِ
اليَابَانِيّةَ، وَقَدْ اعْتَمَدَتْ شَرِكَةُ (IBM)عَلَى
إِدَارَة الجَوْدَةِ الاسْتِرَاتِيجِيَّةِ لِمُوَاجَهَةِ التَّقَدُمِ وَالزَّحْفِ
اليَابَانِيّ، وَنَفَّذَتِ المَعَايِيرَ الآتِيَةَ :
- إِرِضَاءُ
المُسْتَفِيْدِ وَتَلْبِيَةِ مَا يُرِيْدَهُ.
- الجَوْدَةُ
مَسْؤُولِيَّةُ الجَمِيْعِ مِنْ قِمَّةِ الهَرَمِ التَّنْظِيْمِيِّ حَتَّى
قَاعِدَتِهِ.
- تَحْقِيْقُ الجَوْدَةِ فِي كُلِّ شَيءٍ
(الأَنْظِمَةِ، الثَّقَافَةِ التَّنْظِيْمِيَّة، الهَيْكَلِ التَّنْظِيْمِيِّ،
أَسَالِيْبِ العَمَلِ وَإِجْرِاءَاتهِ).
إِنَّ إِدَارَة الجَوْدَةِ
الاسْتِرَاتِيجِيَّةِ تُرَكِّز عَلَى إِنَّ الجَوْدَةِ وَإِرِضَاءِ المُسْتَهْلِكِ
هُوَ الأَسَاس الَّذِي تَقُوْمُ عَلِيْهِ اسْتِرَاتِيجِيَّاتُ المُؤَسَّسَاتِ
العَالَمِيَّةِ فِي الوَقْتِ الحَاضِرِ
7-مَرْحَلَةُ
إِدَارَة الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ :
إِنَّ
زِيَادَةَ شِدَّةِ المُنَافَسَةِ العَالَمِيَّةِ، وَاكْتِسَاحَ الصِّنَاعَةِ
اليَابَانِيّةِ لِلْأَسْوَاقِ العَالَمِيَّةِ دَفَعَ بِالمُؤَسَّسَاتِ
الأَمْرِيْكِيَّةِ إِلَى تَطْوِيْرِ مَفْهُومِ إِدَارَة الجَوْدَةِ
الاسْتِرَاتِيجِيَّة، وَتَوْسِيْعِهِ بِإِضَافَةِ جَوَانِبٍ أَكْثَر
شِمُوْلَاً، وَعُمْقَاً، وَاسْتَعَمَلَتْ أَسَالِيْبَ مُتَطَوْرِةً لِتَحْسِيْن
الجَوْدَةِ، والتَّعَامُلِ مَعَ المُسْتَفِيدِيْنَ وَالمُوَرِّدِيْنَ وَتَفْصِيْلِ
أسَالِيْبِ تَأكِيْدِ الجَوْدَةِ لِيُصْبِحَ أُسْلُوْباً رِقَابِيَّاً
اسْتِرَاتِيْجِيَّاً عَلَى الجَوْدَةِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق