المنهج والجودة الشاملة

إِنَّ تَطْبِيْقَ مَفْهُوْمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي التَّعْلِيْمِ يَنْبَغِي أَنْ يَشْمُلَ مُكَوِّنَاتِ المَنْهَجِ وَعَنَاصِرَهُ بِوَصْفِهِ بُؤْرَةَ العَمَلِيَّةِ التَّرْبَوِيَّةِ وَعَلِيْهِ يَتَأَسَّسُ تَحْقِيْقُ أَهْدَافِهَا لِذَلِكَ يَنْبَغِي لِلْمُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي تُطَبِّقُ مَفْهُومَ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ أَنْ تُرَاعِيَ تَوَافِرَ الجَوْدَةِ لِلْمَرَامِي وَالَمَادَّةِ الدِّرَاسِيَّةِ, وَالطَّالِبِ وَالتَّدْرِيْسِيِّيْنَ, وَطَرَائِقِ التَّدْرِيْسِ وَالأَنْشِطَةِ .

مفهوم الجودة الشاملة ومبادئها

يشير مفهوم الجودة الشاملة في التعليم لمعنيين مترابطين أحدهما واقعي والآخر حسي ، فالتزام المؤسسة التعليمية بإنجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها مثل : معدلات الترفيع ومعدلات الكفاءة الداخلية الكمية ومعدلات تكلفة التعليم يشير للمعنى الواقعي .

ابرز رواد الجودة

لَمْ تَظْهَرْ الجَوْدَةُ الشَّامِلَةُ فِي مَبَادِئِهَا إِلَّا نَتِيْجَةً لِإسْهَامَاتِ مَجْمُوْعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ قَدَّمُوا نَمَاذِجاً جَاءَتْ مُتَنَوِّعَةً حَصِيْلَةَ الخِبْرَةِ فِي مَجَالِ تَطْبِيْقِ الجَوْدَةِ، وَلَعَلَّ مِنْ أبْرَزِ هَؤُلَاءِ العُلَمَاءِ .

فقه الجودة في الاسلام

الجودة من (أجاد) أي أحسن.. يقال (فلان تكلم فأجاد، أي تكلم فأحسن.. فلان عمل فأجاد أي عمل فأحسن) وعكسه (تكلم فأساء وعمل فأساء). .

تغريدات

إجعلي لكِ وقتاً ولو ربعَ ساعةٍ يومياً للاستغفار فهو فرجُ للهمومِ ومخرجٌ للمتضايقين وعافيةٌ من كل بلاء . إجعلي لكِ حظّاً من القرآن الكريم ولو وجهٌ واحد يومياً . .

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الجودة الشاملة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الجودة الشاملة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 17 مارس 2013

مراحل التخطيط والتنفيذ لبرنامج الجودة





قامت المديرة / نورة الفارس بالإجتماع بجميع منسوبات المدرسة , حيث تم في الإجتماع اختيار الاعضاء والفرق
وترك الحرية الشخصية للمعلمة في اختيار الفريق الذي ترغب به .



                                                العضوات                   الفريق
                                             دارين العمري             التقنية الحديثة
                                             ساره الحميدي                الإذاعة
                                            خلود الدغماني                التنسيق
                                            مهرة أبوذيب              المكتبة والمطويات
                                            خوله الشريف            لوحات إرشادية والدعاية والإعلان
                                             نوف العتيبي                المعرض 






الأعمال


فريق الإذاعة

ساره الحميدي 
رحمه العُمري ، حياة عسيري ، شريفة الشهري ، حليمة الاحمري ، سهام السعد ، خلود المسعود .






فريق المكتبة والمطويات

مهرة أبو ذيب
هدى بغدادي ، هيام مرزوق ، عابدة الجهني ، نوال الاحيوي.







فريق التنسيق

خلود الدغماني
العنود العتيبي ، نهاد ابو العينين ، ريم الشمراني ، نسرين الملصي .








فريق العبارات الإرشادية والإعلان

خوله الشريف
منيرة السلوم ، نوره الزهراني ، جميلة الجوفي ، سامية قمري ، سحر السيف. 











فريق التقنية الحديثة

دارين العمري 
غادة أبو ملحة  ، لمياء عبده 




فريق المعرض

نوف العتيبي
منال الزهراني ، ساره عياش ، ندى يماني ، فاطمة سلامة ، فدوى أبو زنادة .



























الأجر والثواب من الله " هل جزاء الإحسان الا الإحسان "
قال تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "

اللهم ارزقنا حسن الإخلاص في العمل .

الجمعة، 1 مارس 2013

المنهج والجودة الشاملة


المَنْهَج والجَوْدَة الشَّامِلَة



       إِنَّ تَطْبِيْقَ مَفْهُوْمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي التَّعْلِيْمِ يَنْبَغِي أَنْ يَشْمُلَ مُكَوِّنَاتِ المَنْهَجِ وَعَنَاصِرَهُ بِوَصْفِهِ بُؤْرَةَ العَمَلِيَّةِ التَّرْبَوِيَّةِ وَعَلِيْهِ يَتَأَسَّسُ تَحْقِيْقُ أَهْدَافِهَا لِذَلِكَ يَنْبَغِي  لِلْمُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي تُطَبِّقُ مَفْهُومَ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ أَنْ تُرَاعِيَ تَوَافِرَ الجَوْدَةِ لِلْمَرَامِي وَالَمَادَّةِ الدِّرَاسِيَّةِ, وَالطَّالِبِ وَالتَّدْرِيْسِيِّيْنَ, وَطَرَائِقِ التَّدْرِيْسِ وَالأَنْشِطَةِ :

أَوَّلا: جَوْدَةُ المَرَامِي
       إِنَّ المَرَامِي فِي ظِلِّ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ لَا يَكْفِي أَنْ تُشْتَقُّ فِي ضَوْءِ الفَلْسَفَةِ التَّرْبَوِيَّةِ المُعْتَمَدَةِ وَالامكَانَيَّاتِ المُتَوَافِرِةِ وَخَصَائِصِ المُتَعَلِّمِيْنَ لِأَنَّهَا فِي ظِلِّ الجَوْدَةِ تَعْبِيْرٌ عَنْ مُتَطَلَّبَاتِ السُّوْقِ وَحَاجَاتِ المُجْتَمَعِ وَمَا يُرَادُ مِنَ المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ، وَهَذَا يَقْتَضِي مَا يَأْتِي :
1-إِجْرَاءُ مَسْحٍ دَقِيْقٍ لِحَاجَاتِ الأَفْرَادِ وَالمُجْتَمَعِ وَالمُؤَسَّسَاتِ مِنْ الخُرِيْجَيْنَ.
2- تَحَرِّي المُوَاصَفَاتِ المَطْلُوْبةِ فِي المُتَخَرِّجِ مِنَ المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَمَا يَتَوَقَّعَهُ المُجْتَمَعُ  مِنْ مُوَاصَفَاتٍ فِي الخُرِّيْجِ .
3- تَحَرِّي مَا يَتَوَقَّعَهُ الطَّلَبَةُ أَنْفُسُهِمُ مِنْ خِدْمَةٍ تَعْلِيْمِيَّةٍ دَاخِلَ المَدْرَسَةِ.
4- تَحْدِيْدُ المَرَامِي الَّتِي تُغَطَّي مُتَطَلَّبَاتِ المُجْتَمَعِ وَتَوَقُّعَاتِهِ وَمُتَطَلَّبَاتِ المُتَعَلِّمِيْنَ بِحَيْثِ :
أ- تَعْكِسُ حَاَجَاتِ سُوْقِ العَمَلِ.
ب_تَعْكِسُ مُتَطَلَّبَاتِ المُجْتَمَعِ والمُوَاصَفَاتِ الَّتِي يُرِيْدُهَا
ج_ تَعْكِسُ مُتَطَلَّبَاتِ المُتَعَلِّمِيْنَ وَتَوَقُّعَاتِهِمُ.
 د_تَعْكِسُ مُتَطَلَّبَاتِ مُقَدِّمَي الخِدْمَةِ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ.
ه_ تُتِيْحُ أَفْضَلَ اسْتِثْمَارٍ لِمَصَادِرِ المَعْلُوْمَاتِ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ .
 و_ تُتِيْحُ أَفْضَلَ اسْتِثْمَارٍ لِلْوَقْتِ .
 ز_تَتَّسِمُ بِالوَاقِعِيَّةِ وَإِمْكَانَيَّةِ التَّحْقِيْقِ.
ح_تُوَفِرُ الفُرَصَ لِاخْتِزَالِ الكُلْفَةِ وَالجُهْدِ المَبْذُوْلِ
5- تَغَيُّرُ المَرَامِي تَبَعَاً لِتَغَيُّرِ مُتَطَلَّبَاتِ سُوْقِ العَمَلِ وَمُتَطَلَّبَاتِ العَصْرِ، إِذْ لَا يَنْبَغِي بَقَاءُ المَرَامِي ثَابِتَةً مُدَّةً طَوِيْلَةً لِأَنَّ طَبِيْعَةَ التَّطَوِّرِ الَّذِي يَحْصُلُ فِي الحَيِاةِ بِمِجِالَاتِهاَ كَافَّةٍ تَتَّسِمُ بَالسَّرْعَةِ والتَّعْقِيْدِ وَلِمُوَاكَبَةِ هَذَا التَّطَوِّرِ؛ لَابُدَّ مِنْ تَعْدِيْلِ مَرَامِي مَنَاهِجِ التَّعْلِيْمِ بَيْنَ الحِيْنِ وَالآخِرِ .

ثَانِيَاً : جَوْدَةُ المُحْتَوَى (الَمَادَّةُ الدِّرَاسِيَّةُ):
      إِنَّ الحُكْمَ عَلَى جَوْدَةِ الَمَادَّةِ مِنْ مَنْظُوْرِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ يَكُوْنُ مِنْ طَرِيْقِ:
1-اسْتِجَابَةُ الَمَادَّةِ لِلْمُتَغَيِّرَاتِ المَعْرِفِيَّةِ وَالتَّكْنُوْلُوْجِيَّةِ.
 2-مَا تُوَفِّرُ لِلْطَّالِبِ مِنْ تَوْجِيْهٍ فِي الدِّرَاسَةِ وَالبَحْثِ.
3-تَوْفِيْرُهَا الأَنْشِطَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي تَجْعَلُ الطَّالِبَ مِحْوَرَ الاهْتِمَامِ فِي العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ 
4-قدرتها عَلَى خلق اتجاهات وَقَدرات ومهارات عِنْدَ الطَّلَبَة يتطلبها سوق العَمَل
5-اسْهَامُهَا فِي زِيَادَةِ وَعْيِّ الطَّلَبَةِ وَثَقَافَتِهِمُ.
6-اسْهَامُهَا فِي تَنْمِيَةِ الَقَدْرَةِ عَلَى التَّحْصِيْلِ الذَّاتِيِّ لِلْمَعْلُوْمَاتِ مِنْ طَرِيْقِ البَحْثِ وَالتَّقَصِّي

ثَالِثَاً: جَوْدَةُ التَّدْرِيْسِيِّيْنَ:
       مِنَ المَعْرُوْفِ أَنَّ التَّدْرِيْسيِّيْنَ يُشَكِّلُوْنَ رِكْنَاً  أَسَاسَاً فِي المَنْهَجِ وَيُمَثِّلُوْنَ مَدْخَلَاً مُؤَثِّرَاً فِي نِظَامِ المَنْهَجِ لِمَا لَهُمُ مِنْ دَوْرٍ كَبِيْرٍ فِي انْجَازِ عَمَلِيَاتِ المَنْهَجِ, وَتَحْقِيْقِ مَرَامِي المُؤَسَّسَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَأَنَّ جَوْدَةَ التَّدْرِيْسِيَّ مِنْ مَنْظُوْرِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ لِلْمَنْهَجِ تَعْنِي :
- جَوْدَةُ تَأْهِيْلِهِ العِلْمِيِّ عَلَى وِفْقِ مَفْهُومِ الجَوْدَةِ.
-جَوْدَةُ تَأْهِيْلِهِ السُّلُوْكِيِّ وَالِمَهنِيِّ.
- جَوْدَةُ تَأْهِيْلِهِ الثَّقَافِيِّ .
- جَوْدَةُ تَزْوِيْدِهِ بِثَقَافَةِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ.
-جَوْدَةُ الخِبْرَاتِ الَّتِي يَمْتَلِكُهَا.
-إِيْمَانُهُ بِالفَلْسَفَةِ الَّتِي يَتَبَنَّاهَا المَنْهَجُ القَائِمَةُ عَلَى مَفْهُوْمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ.

رَابِعَاً: جَوْدَةُ الطَّالِبِ
       الطَّالِبُ فِي ظِلِّ المَفْهُوْمِ الحَدِيْثِ لِلْمَنْهَجِ يُعَدُّ مُحْوَرُ العَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ الَّتِي يُرَادُ مِنْهَا  تَأْهِيْلُهُ مَعْرِفِيَّاً وَجِسْمِيَّاً وَوِجْدَانِيَّاً (نَفْسِيَّاً) لِلْتَعَامُلِ مَعَ الحَيَاةِ وَمُتَطَلَّبَاتِهَا وَلِكِي تَتَحَقَّقُ الجَوْدَةُ لِلْطَّالِب وَتَعَلُّمَهَ لَابُدَّ مِنْ أَنْ يَمْتَازَ بِالخَصَائِصِ الآتِيَةِ :
1-الانْدِفَاعُ، وَالرَّغْبَةُ فِي التَّعَلُّمِ، فَالطَّالِبُ الجِيِّدُ هُوَ الرَّاغِبُ فِي التَّعَلُّمِ لَيْسَ لِغَرَضِ النَّجَاحِ،  إِنَّمَا لِيَتَزَوَّدَ بَالكِفَايَاتِ المَعْرَفِيَّةِ وَالأَدَائِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تُؤَهِّلُهُ لِلْتَعَامُلِ مَعَ مُفْرَدَاتِ الحَيَاةِ وَتُوَفِّرُ لَهُ فُرَصَ النَّجَاحِ بَعْدَ تَخَرُّجِهِ وَاتِّجَاهِهِ لِلْعَمَلِ فِي أَيِّ مَجَالٍ مِنْ مَجَالَاتِ الحَيَاةِ الَّتِي يُعَدُّ لِلْعَمَلِ فِيْهَا.
2-القِيَامُ بِدَوْرِ المُكْتَشِفِ بِمَعْنَى أَنَّ الطَّالِبَ المُجْتَهِدَ هُوَ الَّذِي يَتَعَلَّمُ بِالاكْتِشَافِ عَلَى وِفْقِ قُدْرَاتِهِ العَقْلِيَّةِ وَالمَهَارِيَّةِ.
3-التَّجْرِيْبُ وَالمُمَارَسَةُ، وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ الطَّالِبَ الجِيِّدَ هُوَ الَّذِي يَتَعَلَّمُ بِالتَّجْرِيْبِ وَالاسْتِقْرَاءِ وَإِنْ تَكُوْنَ لَهُ رَغْبَةٌ جَامِحَةٌ لِلْتَعَلُّمِ مِنْ طَرِيْقِ إِجْرَاءِ التَّجَارُبِ وَاكْتِشَافِ الحَقَائِقِ مِنْ طَرِيْقِهَا.
4-التَّعَلُّمُ بِالبَحْثِ المُسْتَنِدِ إِلَى التَّشَاوِرِ وَالتَّعَاوِنِ مَعَ المُدَرِّسِيْنَ.
5-التَّعَلُّمُ بِالمُنَاقَشَةِ، وَالحِوَارِ الهَادِفِ، وَالتَّفَاعِلِ الايْجَابِيِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُدّرِّسِ، وَبَيْنَه وَبَيْنَ الطَّلَبَةِ
6-الَقَدْرَةُ عَلَى اسْتِثْمَارِ مَعَارِفِهِ السَّابِقَةِ فِي التَّعَلُّمِ الجَدِيْدِ.
وَيَرَى البَاحِثُ أَنَّهُ لَوْ تَوَافَرَ مِثْلُ هَؤُلَاءِ الطَّلَبَةِ الَّذِيْنَ يَتَمَتَّعُوْنَ بِهَذِهِ القُدْرَاتِ فَسَنَحْصُلُ عَلَى طَلَبَةٍ يَتَّسِمُوْنَ بِالجَوْدَةِ وَالقُدْرَةِ عَلَى التَّفْكِيْرِ الحُرِّ وَالنَّقْدِ البَنَّاءِ وَالتَّحْصِيْلِ المَنْطِقَيِّ وَالتَّطْوِيْرِ وَقَبُوْلِ التَغَيُّرِ نَحْوَ الأَفْضَلِ.

خَامِسَاً: جَوْدَةُ الأَنْشِطَةِ:
        إِنَّ المَقْصُوْدَ بِجَوْدَةِ الأَنْشِطَةِ هُوَ : شُمُوْلُهَا جَوَانِبَ شَخْصِيَّةِ المُتَعَلِّمِ وَاحْتُوَاؤُهَا عَلَى مَا يُنَمِّيَ مَعَارِفَهِ وَاتِّجَاهَاتِهِ الايْجَابِيَّةِ وَقِيْمَهِ وَمَهَارَاتِهِ،فَضْلَاً عَنْ عُمْقِهَا وَاثْرَائِهَا مُحْتَوَى المَنْهَجِ الدِّرَاسِيِّ وَمُرُونَتِهَا وَمُرَاعَاتِهَا الفُرُوْقِ الفَرْدِيَّةِ، وَاسْتِيْعَابِهَا مُسْتَحْدَثَاتِ الثُّوْرَةِ المَعْرِفِيَّةِ وَمَا افْرَزَتَّهُ مِنْ تَحَدِّيَاتٍ عَالَمِيَّةٍ ،وَامْكَانَيَّةِ اسْتِثْمَارِهَا وَتَطْوِيْرِهَا لِمَا يُلَائِمُ المُتَغِيِّرَاتِ .
سَادِسَاً: جَوْدَةُ طَرَائِقِ التَّدْرِيْسِ:
        هُوَ ابْتِعَادُهَا عَنْ التَّلْقِيْنِ، وَإِثَارَتُهَا الأَفْكَارِ وَالدَّافِعِيَّةِ عِنْدَ المُتَعَلِّمِيْنَ وَاهْتِمَامُهَا بِالتَّفَاعِلِ الايْجَابِي الَّذِي يُشَكِّلُ الطَّالِبُ مُحْوَرَهُ، وَاهْتِمَامُهَا بِالجَوَانِبِ التَّطْبِيْقِيَّةِ وَتَشْجِيْعِهَا التَّعَلُّمَ الذَّاتِيَّ ،فَضْلَاً عَنْ حُسْنِ اسْتِثْمَارِهَا لِلْوَقْتِ وَالجُهْدِ، وَجَوْدَةِ تُوْظِيْفِهَا التَّقَنِيَّاتِ الحَدِيْثَةِ وَالوَسَائِلِ التَّعْلِيْمِيَّةِ لِتَحْقِيْقِ مَرَامِي المَنْهَجِ .

مفهوم الجودة الشاملة في التعليم


مَفْهُوم الجَوْدَة الشَّامِلَة فِي التَّعْلِيْم

        إِنَّ الجَوْدَةَ مَفْهُوْمٌ مُتَعَدِّدُ الجَوَانِبِ يَصْعُبُ حَصْرُهُ فِي دَائِرَةٍ ضَيِّقَةٍ لِاشْتِمَالِه عَلَى أَبَعَادٍ مُخْتَلِفَةٍ تَضُمُّ مَفَاهِيَمَ فَنِّيَّةً وَإِدَارِيَّةً وَسُلُوْكِيَّةً وَاجْتِمَاعِيَّةً، لَعَلَّ أَبْرَزَهَا المُسَاوَاةُ، وَالفَاعِلِيَّةُ، وَالمُلاءَمَةُ، وَسُهُولَةُ المَنَالِ، وَالقَبُوْلُ، وَالكِفَايَةُ (Shaw, 1996, p.11)،وَنَظَرَاً لِتَعَدُّدِ مَفَاهِيَمُ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ، فَقَدْ حَاوَلَ العُلَمَاءُ وَالمُتَخَصِّصُوْنَ التَّمْيِيْزَ بَيْنَ خَمْسَةِ مَدَاخِلٍ لِتَعْرِيْفِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ هِيَ: المَدْخَلُ المَبْنِيُّ عَلَى أَسَاسِ التَّفَوْقِ، وَالمَدْخَلُ المَبْنِيُّ عَلَى أَسَاسِ المُسْتَفِيْدِ، وَالمَدْخَلُ المَبْنِيُّ عَلَى أَسَاسِ القِيْمَةِ، وَالمَدْخَلُ المَبْنِيُّ عَلَى أَسَاسِ المُنْتَجِ، وَالمَدْخَلُ المَبْنِيُّ عَلَى أَسَاسِ التَّصْنِيْعِ .
        إنَّ مَفْهُوْمَ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي التَّعْلِيْمِ لَهُ مَعْنَيَانِ مُتَرَابِطَانِ : أَحَدُهُمَا وَاقِعِيٌّ وَالآخَرُ حِسِّيٌّ. وَالجَوْدَةُ بِمَعْنَاهَا الوَاقِعِيِّ تَعْنِي التِزَامَ المُؤَسَّسَةُ التَّعْلِيْمِيَّةُ بِإِنْجَازِ مُؤَشِّرَاتٍ، وَمَعَايِيْرٍ حَقِيْقِيَّةٍ مُتَعَارَفٍ عَلِيْهَا مِثْلُ: مُعَدَّلَاتِ التَّرْفِيْعِ، وَمُعَدَّلَاتِ الكِفَايَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الكَمْيَّةِ، وَمُعَدَّلَاتِ تِكْلُفَةِ التَّعْلِيْمِ، أَمَّا المَعْنَى الحِسِّيُّ لِلْجَوْدَةِ فِيتَرَكِّزُ عَلَى مَشَاعِرِ مُتَلَقِّي الخِدْمَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَأَحَاسِيْسِهُ كَالطُّلَابِ وَأَوْلِيَاءِ أُمُوْرِهِمُ، وَيُعَبِّرُ عَنْ مَدَى رِضَا المُسْتَفِيْدِ مِنَ التَّعْلِيْمِ بِمُسْتَوَى كِفَايَةِ الخِدْمَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ وَفَاعِلِيَّتِهَا، فَعِنْدَمَا يَشْعُرُ المُسْتَفِيْدُ أَنَّ مَا يُقَدَّمُ لَهُ مِنْ خَدَمَاتٍ يُنَاسِبُ تَوَقُّعَاتِهِ وَيُلَبِّي احْتِيَاجَاتِهِ الذَّاتِيّةِ، يُمْكِنُ القَوْلَ أَنَّ المُؤَسَّسَةَ التَّعْلِيْمِيَّةَ قَدْ نَجَحَتْ فِي تَقْدِيْمِ الخِدْمَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ بِمُسْتَوَى جَوْدَةٍ يُنَاسِبُ التَّوَقُّعَاتِ وَالمَشَاعِرَ الحِسَّيَّةَ؛ لذَلِكَ المُسْتَفِيْدِ، وَأَنَّ جَوْدَةَ خَدَمَاتِهَا قَدْ ارْتَفَعَتْ إِلَى مُسْتَوَى تَوَقُّعَاتِهِ، وَهَذَا يَتَطَلَّبُ مِنَ الخُبَرَاءِ وَالمُشْرِفِيْنَ وَالتَّرْبَوِيينَ التَّثَبُّتَ مِنْ تَوَافِقِ مُوَاصَفَاتِ الخِدْمَةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ مَعَ تَوَقُّعَاتِ المُسْتَفِيْدِ، وَفِي حَالَةِ وُجُوْدِ فَجْوَةٍ بَيْنَ المُوَاصَفَاتِ وَالتَّوَقُّعَاتِ فَيَجِبُ تَحْدِيْدَ أَبْعَادِهِا وَأَسْبَابِهَا، وَالعَمَلَ عَلَى تَجَاوِزِهَا بِاتِّخَاذِ كَافَّةِ الإِجْرَاءاتِ التَّصْحِيْحِيَّةِ المُنَاسِبَةِ . فَالجَوْدَةُ فِي الاقْتِصَادِ المُعَاصِرِ "لَا تَعْنِي إِنْتَاجَ سِلْعَةٍ أَوْ خِدْمَةٍ أَفَضَلَ مِنْ نَظِيْرَتِهَا المُتَاحَةِ، وَإِنَّمَا رِضَا المُسْتَفِيْدِيْنَ عَنِ السَّلْعَةِ أَوْ الخِدْمَةِ" .
      إِنَّ مَفْهُوْمَ الجَوْدَةِ وِفْقَاً لِمَا تَمَّ الاتِّفَاقُ عَلِيْهِ فِي مُؤْتَمَرِ اليونسكو لِلْتَعْلِيْمِ الَّذِي أُقِيْمَ فِي بَارِيْسَ فِي أُكْتُوْبَرَ ( 1998 ) يَنِصُّ عَلَى: أَنَّ الجَوْدَةَ فِي التَّعْلِيْمِ العَالِيِّ مَفْهُوْمٌ مُتَعَدِّدُ الأَبْعَادِ يَنْبَغِي أَنْ يَشْمُلَ وَظَائِفَ التَّعْلِيْمِ وَأَنْشِطَتَهُ جَمِيْعَهَا مِثْلَ :-
- المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّةِ.
-البَرَامِجِ التَّعْلِيْمِيَّةِ.
-البُحُوْثِ العِلْمِيَّةِ.
 -الطُّلَّابِ.
-المَبَانِي وَالمَرَافِقِ وَالأَدَوَاتِ .
-تَوْفِيْرِ الخَدَمَاتِ لِلْمُجْتَمَعِ المَحَلِّيِّ .
-التَّعْلِيْمِ الذَّاتِيّ الدَّاخِلِيِّ .
-تَحْدِيْدِ مَعَايِيرٍ مُقَارَنَةٍ لِلْجَوْدَةِ مُعْتَرَفٍ بِهَا دُوَلِيَّاً .
    وَفِي إِطَارِ المَشْرُوْعِ البَرِيْطَانِيِّ لِلْجَوْدَةِ فِي التَّعْلِيْمِ العَالِيِّ ظَهَرَتْ عِدَّةُ خَصَائِصٍ لِلْجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي التَّعْلِيْمِ مِنْهَا :
أ -إِنَّ الجَوْدَةَ تُسَاوِي المَقَايِيْسَ المُرْتَفِعَةَ مَهْمَا اخْتَلَفَتِ الفُرُوْقُ بَيْنَ الطُّلَّابِ وَأَعْضَاءِ هِيَئَةِ التَّدْرِيْسِ وَالإِدَارِيِّيْنَ فِي التَّعْلِيْمِ.
ب - إِنَّ الجَوْدَةَ تُرَكِّزُ عَلَى الأَدَاءِ بِصُوْرَةٍ صَحِيْحَةٍ مِنْ طَرِيْقِ تَنْمِيَّةِ الَقُدْرَاتِ الفِكْرِيَّةِ ذَاتَ المُسْتَوَى الأَعْلَى، وَتَنْمِيَةِ التَّفْكِيْرِ الابْتِكَارِي وَالتَّفْكِيْرِ النَّاقِدِ عِنْدَ الطُّلَّابِ .
ج - إِنَّ الجَوْدَةَ تَعْنِي التَّوَافِقُ مَعَ الغَرَضِ الَّذِي تَسْعَى إِلَى تَحْقِيْقِهِ المُؤَسَّسَةُ التَّعْلِيْمِيَّةُ.
د -  إِنَّ الجَوْدَةَ تُشِيْرُ إِلَى عَمَلِيَّةٍ تَحْوِيْلِيَّةٍ تَرْتَقِي بِقُدْرَاتِ الطَّالِبِ الفِكْرِيَّةِ إِلَى مَرْتَبَةٍ أعَلَى، وَتَنْظُرُ إِلَى التَّدْرِيْسِيِّ عَلَى أَنّه مُيَسِّرٌ لِلْعَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِيَّةِ، وَإِلَى الطَّالِبِ عَلَى أَنَّهُ مُشَارِكٌ فَاعِلٌ فِي التَّعْلِيْمِ

ابرز رواد الجودة


أَبْرَزُ رُوَّادِ الجَوْدَةِ


         لَمْ تَظْهَرْ الجَوْدَةُ الشَّامِلَةُ فِي مَبَادِئِهَا إِلَّا نَتِيْجَةً لِإسْهَامَاتِ مَجْمُوْعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ قَدَّمُوا نَمَاذِجاً جَاءَتْ مُتَنَوِّعَةً حَصِيْلَةَ الخِبْرَةِ فِي مَجَالِ تَطْبِيْقِ الجَوْدَةِ، وَلَعَلَّ مِنْ أبْرَزِ هَؤُلَاءِ العُلَمَاءِ -الَّذِيْنَ أَرْسَوْا قَوَاعِدَ مَفَاهِيَمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ مَا يَأْتِي :

 1-إدوارد دِيْمِنْج    Deming
         وُلِدَ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأمْريكِيَّةِ عَامَ 1900، حَصَلَ عَلَى دَرَجَةِ الدِّكْتُوْرَاه فِي الرَّيَاضِيَّاتِ وَالفِيْزيَاءِ مِنْ جَامِعَةِ بَيْل ، وَقَدْ عَمَلَ أُسْتَاذَاً فِي جَامِعَةِ نِيُويُورْك (1913) ،أَلْقّى مُحَاضَرَاتٍ عَنِ الجَوْدَةِ وَالأَسَالِيْبِ الإِحْصَائِيَّةِ فِي الجَوْدَةِ ، وَقَدْ ابْتَكَرَ مَا سُمِّيَ بِدَائِرَةِ دِيْمِنْج
خَطِّطْ Plan خَطِّطْ لِأيِّ تَحْسِيْن تُرِيْدُ إِدْخَالَهُ.
 اِعْمَلْ Do نَفِّذْ الخُطَّةَ، وطَبِّقِ التَّغْيِيْرَ فِي نِطَاقٍ مَحْدُوْدٍ، وَاكْشُفْ أَخْطَاءَ، وَحَدِّدْ أَسْبَابَهَا.
 تَأَكَّدْ Check قِسْ، وَقَيِّمْ النَتَائِجْ، وَاكْتَشِفْ فِيْمَا إِذَا كَانَتْ حُلُوْلُكَ صَحِيْحَةً، وَقَابِلَةً لِلْتَطْبِيْقِ .
نَفِّذْ Act إِذَا حَقَّقْتَ نَجَاحَاً، طَبِّقْ حُلُوْلَكَ بِشَكْلٍ وَاسِعٍ، وَسَرِيْعٍ، وَاجْعَلْ مَعَايِيْرَاً لِلْنَجَاحِ  تَعْتَمِدُ عَلَيْهَا المُنَظَّمَةُ تَكُوْنُ جُزْءاً مِنْ اسْتِرَاتِيْجِيَّتِهَا، وَثَقَافَتِهَا 
       أَفَادَ اليَابَانِيُّوْنَ مِنْ نَظَرِيَّاتِهِ،وَقُدِّرَتْ أَعْمَالُهُ،إذْ سُمِّيَتْ جَائِزَةُ بِاسْمِهِ، وَقَدْ وَضَعَ الأُسُسَ العِلْمِيَّةَ وَالتَّطْبِيْقِيَّةَ لِلْجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ، وَحَدَّدَهَا بِأَرْبَعِ عَشَرَةَ نُقْطَةً، وَأَصْبَحَتْ المَلامِحُ الرَئِيْسَةُ لِفَلْسَفَةِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ 
       إِنَّ الشَّعَارَ الَّذِي انْطَلَقَ مِنْـُه دِيْمِنْج  Deming هُوَ أَنَّ العُنْصِـَر البَشَرَيَّ فِي العَمَلِ هُوَ الأَسَاسُ وَمُحْـوَرُ الاهْتِمَامِ (Goetesh ,1997: 21) .
   إنَّ أَفْكَارَ دِيْمِنْج انْعَكَسَتْ فِي أَرَبَعَةِ عَشَرَ عُنْصِراً هِيَ:
1- تَبَنِّي المُنَظَّمَةُ لِفَلْسَفَةٍ جَدِيْدَةٍ تَقُوْمُ عَلَى أَسَاسِ تَحْقِيْقِ أَعَلَى جَوُدَةٍ فِي مُنْتَجِهَا خِدْمَةً كَانَتْ أَوْ سِلْعَةً مِنْ طَرِيْقِ رِسَالَةٍ تُعَمَّمُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَعْمَلُ فِي المُؤَسَّسَةِ .
2- تَبَنِّي سِيَاسَة التَّطْوِيْرِ والتَحْسِيْنِ المُسْتَمِرِّ (دَائِرَةُ دِيْمِنْج (PDCA).
3- جَعْلُ مَرْمَى الرِّقَابَةِ وِقَائِيَّةً، وَتَقْدِيْمِ الدَّعْمِ لِمَنْ يُخْطِئُ لِيَتَجَاوَزَ خَطَأَهُ.
4- تُوْطِيْدُ العِلَاقَةِ الحَسَنَةِ مَعَ المُوَرِّدِيْنَ.
5- تَنْمِيَةُ صِفَةَ القِيَادَةِ عِنْدَ المُدِيْرِيْنَ (Deming, 1988, pp.25-36).
6- التَّوَقُّفُ عَنْ سِيَاسَةِ التَّقْوِيْمِ القَائِمَةُ عَلَى أَسَاسِ الكَمِّ.
7- التَّرْكِيْزُ عَلَى عَمَلِيَّةِ التَّعْلِيْمِ وَالتَّدْرِيْبِ المُسْتَمِرَّيْنِ.
8 - الابْتِعَادُ عَنْ فِكْرَةِ وَسِيَاسَةِ تَحْقِيْقِ الرِّبْحِ بِأَيِّ وَسِيْلَةٍ كَانَتْ.
9- إِزَالَةُ العَوَائِقِ، وَالحَوَاجِزِ الَّتِي تَمْنَعُ العَامِلِيْنَ مِنْ تَحْقِيْقِ إِنجَازَاتِهِمُ وَالتَّفَاخِرُ بِهَا.
10- السَّعْيُ إِلَى حَلِّ جَمِيْعِ الصِّرَاعَاتِ القَائِمَةِ بَيْنَ العَامِليْنَ وَ إِحْلَالِ التَّعَاوِنِ بَدَلاً عَنْهَا.
11- التَّرْكِيزُ عَلَى عَمَلِيَّةِ التَّطْوِيْرِ والتَحْسِيْن الذَّاتِيّ عِنْدَ العَامِلِيْنَ .
12- تَوْفِيْرُ عُنْصِرِ الاسْتِقْرَارِ الوَظِيْفِيِّ لِلعَامِلِيْنَ.
13- إِحْدَاثُ تَغْيِيْرٍ جَذْرِيٍ فِي الهَيْكَلِ التِّنْظِيْمِيِّ لِلْمُؤسَّسّةِ بِمَا يَخْدِمُ تَطْبِيْقِ المَبَادِئِ أَعْلَاهُ.
14- العَمَلُ عَلَى تَرْسِيْخِ المَبَـادِئِ السَّـابِقَةِ عِنْدَ جَمَيْـعِ العَامِلِيْنَ، وَجَعْلَهَا حَقِيْقِيَّةً، وَلَيْسَتْ مُجَرَّدُ شِعَارَاتٍ 

2-جوزيف جوران    Joseph Juran
        يُعَدُّ المُعَلِّمُ الأَوَّلُ لِلْجَوْدَةِ فِي العَالَمِ، الَّذِي أَسْهَمَ بِمَنْشُوْرَاتِهِ فِي تَنْمِيَةِ نِظِرِيَّاتِ الجَوْدَةِ وَتَطْوِيْرِهَا ، شَغَلَ مَنَاصِبَ عَدِيْدَةً، أَلَّفَ كُتُبَاً فِي الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ نَالَتِ الاهْتِمَامَ الكَبِيْرَ فِي العَالَمِ ، وَأَوَّلُ كِتَابٍ نُشِرَ لَهُ عَنْ ضَبْطِ الجَوْدَةِ فِي العَامِ 1951 ).
       وَقَدَّمَ مَجْمُوْعَةً مِنْ المُحَاضَرَاتِ فِي الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ طِوَالَ ثَلاثَةَ عُقُوْدٍ فِي 40 دَوْلَةً، وَأَسَّسَ مُؤَسَّسَتَهُ فِي الثَّمَانِيْنِاَّتِ (Mitra, 1993: 57).
إِنَّ الجَوْدَةَ الشَّامِلَةَ عِنْدَ جُوْارَنَ تَتَمَرْكَزُ حَوْلَ عَشْرِ مَرَاحِلٍ هِيَ
1-   خَلْقُ إِدْرَاكٍ لِتَحْسِيْنِ الجَوْدَةِ
2-    وَضْعُ المَرَامِي وَالتَحْسِيْنَاتِ المُسْتَمِرَّةِ
3-    بِنَاءُ التَّنْظِيْمِ لِتَحْقِيْقِ المَرَامِي
4-    تَدْرِيْبُ الجَمِيْعِ
5-   حَلُّ المُشْكِلَاتِ بِشَكْلٍ عِلْمِيٍّ بَعْدَ مَعْرِفَتِهَا بِشَكْلٍ دَقِيْقٍ، وتَحْدِيْدِ أَوَّلَوِيَّاتِ المُعَالَجَةِ .
6-   مُرَاقَبَةُ التَّنْفِيْذِ، وَتَقْدِيْمُ التَّقَارِيْرِ عَنْ تَقَدُّمِ العَمَلِ.
7-   تّشْخِيْصُ التَّمَيُّزِ
8-   إِبْلَاغُ النَتَائِجِ
9-    الاحْتِفَاظُ بِسِجِلٍّ لِلنَجَاحِ المُتَحَقِّقِ
10-دَمْجُ التَّحْسِيْنِاتِ السَّنَوِيَّةِ وَالنُّظُمِ وَالعَمَليَّاتِ لِلْمُؤَسَّسَةِ.


 



وَفِي عَامِ 1966 تَنَبَّـَأ جـوران بِأَنَّ اليَابَانَ سَتَصِلُ إِلَى مَرْكَزِ القِيَادَةِ فِي مَجَالِ الجَوْدَةِ.

3-فِيليب كروسبي   Philip Grosby
         هُوَ أَحَدُ عَمَالِقَةِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الامْريكِيَّةِ، شَغَلَ مَنْصِبَ نَائِبِ رَئِيْسِ مُؤَسَّسّةِ ITT  لِشُؤُونِ النَّوْعِيَّةِ لِمُدَّةِ (14) عَامَاً، وَقَدْ بَدَأَ عَمَلَهُ بِوَظِيْفَةِ فَاحِصٍ لِلْإِنْتَاجِ فِي الخُطُوْطِ الإِنْتَاجِيَّةِ ثُمَّ تَطَوَّرَ إِلَى المَرَاكِزِ الوَظِيْفِيَّةِ حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ المَوْقِعِ، وَاجْتَمَعَتْ لَدَيْهِ مَعَارِفٌ كَثِيْرَةٌ فِي مَجَالِ الجَوْدَةِ بَعْدَ خِبْرَةِ (25) عَامَاً أَصْدَرَ مَجْمُوْعَةً مِنْ الكُتُبِ فِي مَجَالِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ، وَتَتَرَكَّزُ أَفْكَارَهُ فِي بَرْنِامَجِهِ الَّذِي تَضْمِنُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نِقْطَةٍ هِيَ:
1- إِيْمَانُ، وَقَنَاعَةُ الإِدَارَةِ العُلْيَا بِأَهَمْيَّةِ الجَوْدَةِ وِالالْتِزَامِ بِهَا.
2- تَشْكِيْلُ فِرَقِ عَمَلٍ مُمَثَّلَةٍ لأَقْسَامِ المُؤَسَّسَةِ كَافَّةً.
3- ضَرُوْرَةُ قِيَاسِ الجَوْدَةِ وَعَرْضِ خَرَائِطَ مَرْئِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ خَلْقِ بَرْنَامِجِ تَحْسِيْنِ الجَوْدَةِ.
4- تَوْفِيْرُ مِقْيَاسِ لِأَدَاءِ الإِدَارَةِ مِنْ طَرِيْقِ تَحْدِيْدِ كُلَفِ الجَوْدَةِ وَتَحْسِيْنِ النَّوْعِيَّةِ
5- كُلَفُ الجَوْدَةِ السَّيِّئَةُ لَابُدَّ أَنْ يَسْتَوْعِبَهَا جَمِيْعِ العَامِلِيْنَ فِي المُؤَسَّسَةِ مِنْ دُوْنِ اسْتِثْنَاءٍ .
6- تَهْيِئَةُ بِيْئَةٍ مُنَاِسِبِةٍ لِتَشْخِيْصِ المَشَاكِلِ وَتَحْلِيْلِهَا  (Mitra, 1993: 55).
7- فِهْمُ مُنْتَسِبِي المُؤَسَّسَةِ ضَرُوْرَةَ تَحْقِيْقِ الإِنْتَاجِ الخَالِيَ مِنَ العُيُوْبِ.
8- ضَرُوْرَةُ تَدْرِيْبِ مُسْتَوَيَاتِ الإِدَارَةِ كَافَةَ لِإدْرَاكِ أَهَمِّيَةِ تَحْسِيْنِ الجَوْدَةِ
9- تَغْذِيَةِ الإِدَارَةِ لِثَقَافَةِ يَوْمِ الإِنْتَاجِ الخَالِيَ مِنَ العُيُوْبِ فِي المُؤَسَّسَةِ
10- وَضْعُ مَرَامِيَ لِكُلِّ فَرْدٍ لِقِيَاسِهَا طِوَالَ مُدَّةِ تَتَرَاوَحُ بَيْنَ 90-30 يَوْماً لِخَلْقِ مَوْقِفٍ مُوَحَّدٍ لِلأَفْرَادِ لِتَحْقِيْقِ المَرَامِيَ المُنَاطَةِ بِكُلٍّ مِنْهُمُ.
11- تَشْخِيْصُ المَشَاكِلِ وَالاقْتِرَاحَاتِ لِإزَالَةِ تِلْكَ المَشَاكِلِ وَبِأَسْرِعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ
12- تَشْجِيْعُ مُشَارَكَةِ كُلِّ فَرْدٍ فِي بَرْنِامِجِ الجَوْدَةِ مِنْ طَرِيْقِ نِظَامِ التَّحْفِيْزِ لِلْعَامِلِيْنَ.
13- انْتِظَامُ اجْتِمَاعَاتِ القِيَادَةِ الإِدَارِيَّةِ لِتهْيِّئَةِ أَفْكَارٍ جَدِيْدَةٍ لِمَزِيْدٍ مِنْ التَّحْسِيْنَاتِ لِلْجَوْدَةِ.
14- اسْتِمْرَارِيَّةُ إِعَادَةِ عَمَلِيَّةِ تَحْسِيْنِ الجَوْدَةِ.
     
        وَأَكَّدَ كروسبي أَنْ تَكُوْنَ جُهُوْدُ جَمِيْعِ القِيَادَاتِ الإِدَارِيَّةِ فِي المُسْتَوَيَاتِ كَافَةٍ مُتَظَافِرَةٍ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيْقِ الجَوْدَةِ العَالِيَةِ، وَذَلِكَ مِنْ طَرِيْقِ تِرْجَمَتِهَا لِمَا تُرِيْدُ تَحْقِيْقَهُ مُسْتَقْبَلَاً بِلُغَةِ الجَوْدَةِ وَدَوْرِ كُلِّ مِنْ مُنْتَسِبِي المُؤَسَّسَةِ فِي تَحْقِيْقِ المَرْمَى المَنْشُوْدِ .

4-كوروا اشيكاوا   Kaoru Ishikawa
        مُهَنْدِسٌ يَابَانِيُّ وَأَحَدُ المُسَاهِمِيْنَ فِي تَطَوِّرِ مَفَاهِيْمِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ، وَيُطْلَقُ عَلَيْهِ (أَبُوْ حَلَقَاتِ الجَوْدَةِ)، وَكَانَ يَرَى أَنَّ اليَابَانَ كَانَ يَجْرِيَ فِيهَا التَأكِيْدُ الكَبِيْرِ عَلَى السَّيْطَرَةِ الإِحْصَائِيَّةِ عَلَى الجَوْدَةِ، لِذَلِكَ فَقَدْ كَرُه العَامِلُوْنَ هَذِهِ الفِكْرَةَ لِمَا كَانَ يُسْتَعْمَلُ فِيهَا مِنْ وَسَائِلٍ مُعَقَّدَةٍ وَصَعْبَةٍ دُوْنَ تَوْجِيْهِ العُمَّالِ لِاْسْتِعْمَالِ الأَسَالِيْبِ البَسِيْطَةِ (Slack, 1998, 761)، وَقَدْ حَدَّدَ أَفْكَارَهُ الأَسَاسِّيَةَ بِمَا يَأْتِيَ:
1 . إَّن المَسْؤُولِيَّةَ عَنْ جَوْدَةِ المُنْتَجِ تَقَعُ عَلَى كُلِّ القِيَادَاتِ الإِدَارِيَّةِ المَسْؤُوْلَةِ عِنِ الجَوْدَةِ.
2 . اقْتِرَاحُ أَدَاةِ (تَحْلِيْلِ عَظْمَةِ السَّمَكَةِ) الَّتِي تُسْتَعْمَلُ لِتَتَبُّعِ شَكَاوِي الزَّبَائِنِ (المُسْتَفِيْدِيْنَ) عَنْ الجَوْدَةِ وَتَحْدِيْدِ مَصَادِرِ الخَطَأِ.
         وَقَدْ اسْتُعْمِلَتْ هَذِهِ الأَدَاةُ بِشَكْلٍ وَاسِعٍ كَوَسِيْلَةٍ تَعْلِيْمِيَّةٍ فِي وِرَشِ الجَوْدَةِ وَكَبِدَايَةٍ لِمُنَاقَشَةِ أَسْبَابِ مُشْكِلَاتِ الجَوْدَةِ مِنْ القِيَادَاتِ الإِدَارِيَّة، وَسَاعَدَتْ عَلَى تَوْضِيْحِ مَدَى تَأْثِيْرِ المُشْكِلَاتِ المُخْتَلِفَةِ فِي بَعْضِهَا مَعَ بَعْضِ، وَسَاعَدَتِ المُوَظَّفِيْنَ عَلَى فَهْمِ العِلَاقاَتِ الَّتِي لَابُدَّ مِنْ مُرَاقَبِتِهَا لِتَحْسِيْنِ الجَوْدَة (الدراركة واخرون ،.
        وَقَدْ نَادَى اشيكاوا بِإِشْرَاكِ العَامِلِيْنَ فِي حَلِّ المُشْكِلَاتِ مِنْ طَرِيْقِ حَلَقَاتِ الجَوْدَةِ الَّتِي هِيَ عَبَارَةٌ عَنْ مَجْمُوْعَةٍ صَغِيْرَةٍ مِنْ العَامِلِيْنَ تَتَرَاوَحُ أَعْدَادُهُمُ بَيْنَ (6-12) فَرْدَاً يَتَقَابَلُوْنَ دَوْرِيَّاً، وَبِصُوْرَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ لِحَلِّ مَشَاكِلِ المُؤَسَّسَةِ الَّتِي تَخِصُّ الجَوْدَةِ.
       إِنَّ حَلَقَاتِ الجَوْدَةِ تُمَثِّلُ إِحْدَى أَدَوَاتِ الوِصُـْوِل إِلَى إِدَارَةِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ، وَأَكَّدَ ايشيـكاوا أَهَمِّيَّةِ التَّدْرِيْبِ فِي زِيَادَةِ مَعَارِفِ العَامِلِيْنَ وَتَحْسِيْنِ مَهَارَاتِهِمُ وَتَغِيِيـرِ اتِّجَاهَاتِهِمُ .

5-مالكولم بالدريج   Malcolm Balridge
       أَحَدُ رُوَّادِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الامْريكِيَّةِ ، وَتَقْدِيْرَاً لِجُهُوْدِهِ فِي تَحْسِيْنِ كِفَايَةِ وَفَاعِلِيَّةِ وَزَارَةِ التِّجَارَةِ سُمِّيَتْ جَائِزَةٌ بِاسْمِهِ (جودة، 2004: 294).
       أُقِرَّتِ الجَائِزَةُ بِشَكْلٍ قَـانُوْنِيٍّ فِي عَهْدِ الرَئِيْسِ الأَمْرِيْكِيِّ رُوْنَـالد ريكَانَ فِي العَـامِ 1987 وَيُشْرِفُ عَلِيْهِـا المَعْهَـدُ الوَطَنِيُّ لِلمَعَايِيْرِ وَالتَّكْنُوْلُوْجْيَا الأَمْرِيْكِيَّةِ ،وَإِنَّ مَجْمُوْعَةً مِنَ الشَّرِكَاتِ البَرِيْطَانِيَّةِ اسْتَعْمَلَتْ مَعَايِيْرِ بالدريج كَإِطَارٍ لِقِيَاسِ وَتَقْيِيْمِ جُهُوْدِهَا المَبْذُوْلَةِ فِي تَطْبِيْـقِ وَتَحْقِيْقِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ فِيْهَا، وَتَشْمِلُ جَائِزَةُ بالدريج إِطَاراً عَامَّاً يُوْضِّحُ مَفْهُوْمَ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ وَمَرْمَاهَا وَمُتَطَلَّبَـاتِ تَحْقِيْقِهَـا بِشَكْلٍ يُمَكِّنُ لِلْمُؤَسَّسَـاتِ وَالشَّرِكَاتِ أَنْ تَتَبَنَّـاهُ وَتُطَبِّقَـهُ لَدِيْهَا ،
       إِنَّ هَدَفَ جَائِزَةِ مالكولم بالدريج هُوَ تَحْقِيْقِ مَا يَأْتِيَ:
-إِيْجَادُ مُنَافَسَةٍ شَرِيْفَةٍ بَيْنَ المُؤَسَّسَاتِ فِي مَجَالِ تَحْقِيْقِ الجَوْدَةِ وَخِدْمَةِ المُجْتَمَعِ.
-تَحْدِيْدُ سِيَاسَاتِ المُؤَسَّسَاتِ مِنْ أَجْلِ تَطْبِيْقِ مَنْهَجِ الجَوْدَةِ الشَّامِلَةِ وَتَحْسِيْنِهَا.
-تَحْدِيْدُ سُبُلِ تَحْقِيْقِ الجَوْدَةِ.
-وَضْعُ أُسُسٍ إِرْشَادِيَّةٍ لِلتَقْيِيْمِ الذَّاتِيّ فِي مَجَالِ تَحْقِيْقِ الجَوْدَةِ وتَحْسِيْنِهَا.
-الدِّعَايَةُ لِلْمُؤَسَّسَاتِ الَّتِي تَفُوْزُ فِي المُنَافَسَةِ، وَالحُصُوْلُ عَلَى الجَائِزَةِ .